ACCUEILTOURISMEACTUALITESANNONCESSERVICESPHOTORADIOWEBTVVIDEOSWEBCAMCHATFORUMS

 

  Articles
  Livres
  Art plastique
  Caricature
  Agenda
  Archives
  Forums
Lettre d'information
Actualités gratuites de la ville d'Errachidia
 E-mail
 

إصدار جديد للدكتور مصطفى تيليوا
إن إصدار كتاب » الأهمية السوسيوثقافية للسياحة الواحية والصحراوية « وغيره من المؤلفات والابداعات المحلية التي يعزز بها كتاب المنطقة المكتبة المغربية, هذه الاصدارات يمكن تشبيهها إلى حد بعيد بوقع نزول المطر في الصحراء, أو بمثابثة تفجير عين أو ينبوع ماء في واحة تافيلالت. ومن تم ففرحة تلقينا لهذه المؤلفات تماثل فرحة حصول الظمآن على الماء العذب الزلل.
الكتاب الذي أتشرف اليوم بالإسهام بقراءة متواضعة في متنه, هو عصارة تجربة تتجسد عبر رؤية ترتبط أنطولوجيا بالزمان الحاضر, أي أنها وليدة الزمان الحاضر, ومنغمسة في إشكالات وقضايا الواقع الراهن للمنطقة, ولكنها تتبنى موقفا وقضية جوهرية, تقرأ بين سطور الكتاب من ألفه إلى يائه. وتتلخص هذه القضية في أن المستقبل الزاهر الذي ننشده ونتوخاه لهذه المنطقة كامن بالقوة في كنوز ماضيها. أو بعبارة أدق يكمن في معالم مادية ومعنوية لها قيمة حضارية موغلة في القدم والعراقة, وقيمتها هاته تزداد درجتها, ويتضاعف غناها كلما دارت عجلة الزمان أكثر في اتجاه المستقبل.
الكتاب من هذا المنظور يطرح ويعالج مسألة في غاية الأهمية, ألا وهي : كيف يمكن تحقيق التنمية المحلية الشاملة والمستدامة اعتمادا على استثمار المؤهلات الطبيعية والبشرية للمنظقة؟
في هذا الإطار العام يتموقع الكتاب وهو يعالج هذه القضية المحورية بأسلوب سلس, لا أثر فيه للتكلف أو التعقيد اللغوي, ولا ميول فيه إلى الغموض او فلسفة الأشياء. بل يقدم الكتاب معانيه ومقاصده بشكل واضح, معتمدا منهجية التبسيط, واختيار الاسلوب المباشر سواء في طرح المعطيات أو في عرض المؤهلات او في تبليغ الأفكار التي تناولها بالتحليل والدراسة.
ففي مضمون الكتاب وشكله إجابة صريحة ومباشرة ومقنعة تفيد ان السياحة في واحة تافيلالت رهان تنموي بالغ الأهمية . ويبرز الكتاب في هذا الصدد أن مؤهلات المنطقة في المجال السياحي صنفان:
الصنف الأول يجسده التراث الثقافي بالمفهوم الواسع للتراث – المادي منه والمعنوي – تراث على حد تعبير المؤلف في الصفحة : (52) » ذا حمولة غنية ومشبعة بالرموز والدلالات, بحيث يشمل أساسا : العنصر البشري بكل إرثه من المعارف, والتقاليد وأنماط العيش الضاربة في القدم «
أما الصنف الثاني فيتمثل في الفضاءات الطبيعة والبيئة التي حبا الله بها منطقة تافيلالت, وهي فضاءات تتميز بالتنوع والغنى, وتزخر بالجماليات التي تسحر الألباب, وتخلب الأذهان, وتستأثر بالنفس وتثير الإعجاب والدهشة والمتعة المنقطعة النظير.
أما السياحة التي يتناولها الكتاب فهي نوعان :
سياحة مرفوضة, لها آثار سلبية وتدميرية, لأنها تكتسي طابع العشوائية والتلقائية والتدخلات اللاواعية. وهذا النوع من السياحة هو السائد في ظل النشاط السياحي القائم. وبالتالي فهذه السياحة تذمر بامتياز التراث الثقافي ولا تخدم التنمية في شيء. ومن هنا يدق المؤلف ناقوس الخطر الفظيع الذي يشكله هذا النوع السياحي على كنوز الموروث الثقافي.
ومن ناحية أخرى, يحاول صاحب الكتاب بلورة تصور في طرح السياحة البديلة, السياحة العقلانية والموجهة , السياحة المتحكم فيها من طرف الفاعلين السياحيين, السياحة التي تلعب دور قاطرة تنموية وفي نفس الآن تتلاقى وتتلاقح وتتصالح مع الموروث الثقافي. السياحة التي لا خجل ولا تردد ولا تخوف في نعتها ووصفها ب
»السياحة الثقافية « .
فأين نحن اليوم من هذا النوع من السياحة ؟
بطريقته المعهودة, يجيبنا المؤلف مؤكدا على ان » السياحة الثقافية بالجنوب المغربي لم تتحول بعد إلى ظاهرة ذات شأن كبير, بل ربما أن الحديث عن سياحة ثقافية أصلا لا ينبغي أن يتم إلا تجاوزا, وذلك في ظل غياب مجموعة من الشروط والمقومات التي من شأنها المساهمة بشكل فعال في وضع تصور واضح لمفهوم السياحة الثقافية, على اعتبار أن ذلك يساعد على خلق آليات دقيقة للعمل, وبالتالي تقديم إجابات ومقاربات مختلفة ومتكاملة للطموح المشروع الذي تمثله الآفاق الانتظارية لكل الفاعلين في هذا القطاع والمستفـيدين منه على حد سواء« . (ص49)
وهكذا فالدكتور مصطفى تيليوا من خلال كتابه القيم لم يترك الحبل على الغريب, بل وضع على كاهله الخوض في غمار الموضوع رغم ما يحف هذه العملية من صعوبات.
ففتح شهية القراء بجولة سياحية هادئة وعقلانية, جولة دسمة وغنية بما قدمته من معطيات تاريخية حول المآثر التاريخية والنقوش الصخرية. جولة ممتعة ومفيدة بالنظر إلى التقديم الموجه, والعرض العلمي لما تزخر به واحة تافيلالت في نطاق ما أسماه المؤلف بالسياحة الصحراوية أو سياحة الواحات (السياحة البيئية). وأيضا بالنسبة للسياحة الجبلية والسياحة الاستشفائية, دون أن يغفل ما يتوفر عليه الإقليم من مؤهلات في مجال الانتاج السينمائي.
والمؤلف على الرغم من أنه هو الآخر استبدت به متعة الرحلة السياحية الانتقائية, وشكل له غنى تراث المنطقة وزخم مؤهلاتها الطبيعية والبيئية إغراء وحرجا في نفس الوقت يصعب معهما توقيف تدفق وجاذبية مسار هذه الرحلة, فقد وفق بدرجة كبيرة إلى تبليغ التصور والرؤية التي تتأسس عليها المقاربة التي انتهى إليها. تلكم المقاربة التي تسعى تصريحا وتلميحا إلى وضع تصور ملموس لمفهوم السياحة الثقافية الواحية, وإبراز الأهمية السوسيوثقافية لهذا النوع من السياحة.
فبشكل مركز ومكثف استعرض المؤلف في القسم الأخير من الكتاب تصوره للأسس والمقومات التي تنبني عليها السياحة الثقافية في واحة تافيلالت. هذه المنطقة ذات التاريخ الزاخر بالأحداث والحضارة العريقة, وذات المؤهلات التراثية المتجدرة في الأصالة, والغنية بمعالم وعناصر الإبداع, والمتميزة بالتنوع في الأشكال والدلالات.
هذا التراث الثقافي والفني هو الذي يمنح البعد الحقيقي للسياحة بالمنطقة ويضفي عليها طابعه الثقافي الأصيل في إطار مقاربة اقتصادية واجتماعية يتكامل فيها السياحي مع الثقافي ويتلاقحان بعيدا عن كل مظاهر أو أشكال التناقض والتنافر. وفي صلب هذه المقاربة يلعب العنصر البشري دورا بالغ الأهمية. وهو دور يؤكد الدكتور مصطفى تيليوا في تحليله على القناعة بجدوى وضرورة تبني استراتيجية الحماية والتثمين
Sauvegarde ) ( Valorisation et باعتبارهما مفهومين متكاملين من شأنهما ضمان إقرار تنمية مستدامة بهذه الجهة.
وفي هذه المنظور يستشرف المؤلف المستقبل بطرح خطة واقتراحات عملية وذات مرجعية علمية ومعرفية مدروسة, تهدف إلى الاستغلال الأمثل, والاستثمار الإيجابي والفعال للرأسمال الفني والتراثي.
على أساس أن هذا الرأسمال من المفروض أن تتم حمايته وصيانته وإبراز قيمته وجمالياته بالدراسات والأبحاث, وبانفتاح المجتمع على شتى مكونات هذا التراث, واعتماد آليات نشر المعلومات المتعلقة به وتداولها على أوسع نطاق ممكن.
وعلى المستوى العملي والميداني يحصر الدكتور مصطفى تيليوا مجالات التدخل في ثلاث نقط رئيسية ومتنوعة تهم بالخصوص:
- المواقع الخاصة بالنقوش الصخرية والاضرحة النيوليتية
- القصور والقصبات
- المواسم والمهرجانات الثقافية والاجتماعية (ص:55)
أختم هذه المساهمة المتواضعة بالتأكيد على أن الكتاب ممتع ومفيد, وهو يشكل إضافة هامة للكتابات والتأليف حول تافيلالت. ميزة أخرى يحظى بها هذا الكتاب هي أنه مرجع يتواصل بشكل كبير مع مختلف شرائح القراء, ناهيك عن كونه إسهام متميز في التعريف بمنطقة تافيلالت, ووضعها في محيطها الطبيعي الواسع ضمن المجال السياحي الوطني عامة, وضمن سلسلة المناطق الواحية بالمغرب وخارج الحدود المغربية على امتداد صحراء إفريقيا. والكتاب مع هذه الزاوية يمكن أن يعتبر دليلا أو مرشدا يعتمد عليه في التوجيه والارشاد السياحي, كما يمكن الاطمئنان إلى المعطيات والمعارف الواردة فيه, وهذا ما يجعله ذا مصداقية علمية ومعرفية وتوجيهية.
أشد بحرارة على يدي المؤلف, وأهنئه على المسار الابداعي الذي يشقه بصبر وحيوية, خدمة للثقافة في بعدها التنموي والاجتماعي. وأؤكد في الأخير على أن الكتاب له قيمة كبيرة في ذاته, وله قيمة إضافية حقيقية يستمدها من داخل السياق العام الذي يحتله ضمن الأعمال التي صدرت للدكتور مصطفى تيليوا, أو تلك التي ننتظر أن يخرجها المؤلف مستقبلا إلى سوق عكاظ واحة تافيلالت.

محمد علوي بن الشاد

 
Livre

Mohamed AGOUJIL
Errachidia.org Tous droits réservés. 2001-2010 Tel : 0661533019  Hébergé par : errachidia.net : hébergement web professionnel